سُنَّة التغيير
قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد:11].
وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال:53].
جاء في المثل الصيني: قررَّ شاب في عمر العشرين تغيير العالم كله في عشرين سنة، ولما صار في الأربعين من عمره وجد صعوبة شديدة في ذلك وأنه لم يستطع أن يغير العالم، فقرر أن يغير بلده خلال عشرين عاماً، فلما صار في الستين من عمره رأى أنه لم يستطع تغيير بلده، فاتخذ قراراً أن يغير مدينته خلال عشرين عاماَ القادمة، فلما بلغ ورأى أنه لم يغير، فقرر أن يغير أسرته خلال عشرين عاماً، وحينما صار في المائة من عمره رأى أنه لم يستطع أن التغيير، حينها اكتشف أخيراً الحقيقة التي تقول: إن التغيير يبدأ من الداخل، قال تعالى:﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾.
قال أحد المفكرين: أول النجاح هو نجاحك في إدارة ذاتك والتعامل مع نفسك بفاعلية.
قال ابن الجوزي: من أحب تصفية الأحوال فليجتهد في تصفية الأعمال.
قال الطبري في تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ لا يغير ما بقومٍ من عافية ونعمة فيزيل عنهم ويهلكهم حتى يغيروا ما بأنفسهم، بظلم بعضهم بعض واعتداء بعضهم على بعض، فتحل بهم حينئذٍ عقوبته وتغييره.
وقال ابن كثير في تفسيرها: يخبر تعالى عن تمام عدله، وقسطه في حكمه، بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه.
في آية (سنة التغيير) دلالات أربع:
1- التغيير ممكن.
2- نحن المسئولون عن التغيير.
3- التغيير لن يتم إلا إذا غيّرنا ما بداخلنا.
4- التغيير الجماعي لا يتم إلا إذا قام القوم مجتمعين بالتغيير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى«وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي، ما من أهل قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية، كانوا على ما كرهته من معصيتي ثم تحولوا عنه إلى ما أحببت من طاعتي، إلا تحولّت لهم عما يكرهون من عذابي إلى ما يحبون من رحمتي، وما من أهل بيت ولا قرية ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببتُ من طاعتي ثم تحولوا عنها إلا ما كرهت من معصيتي إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلا ما يكرهون من غضبي » [أخرجه ابن مردويه]
والحمد لله رب العالمين